السبت، 27 يونيو 2009

جمهورية زفتى!!





الساعه التاسعه ،واليوم الاحد9 مارس 1919 صباح دافىء

فى فناء مدرسة الحقوق، بالجيزه،تجمع الطلبه بسرعه..ودق الجرس مؤذناببدء المحاضرات، ولكن بقيت المدرجات خاليه،و

ظلوا يتجمعون فى الفناء، واحاديثهم ترتفع، قد اعتقل سعد وبعض

اصحابه، ولم ينشر النبأ فى الصحف، فالرقلبه مفروضه، وبعض الطلبه ،عصر امس يركب سياره انجليزيه من امام بيت الامه،و

والمدينه باتت مؤرقه حتى الصباح ،والطلبه ماذا يصنعون؟....

ان عميد المدرسه -مستر- دالتون يخرج اليهم محاولا كبحهم اتركوا السياسه لآبائكم فقالوا له ابآئنا باتوا فى السجون!!عودوا الى دروسكم

لاندرس القوانين فى بلد تداس فيه القوانين.!ولكن ماذا يصنعون ؟الخروج فى مظاهره يعنى مواجهه مع جنود الامراطوريه المنتصرين

والشعب الذى طال رقاده مناكثر من ثلاثة عقود منذ بداية الاحتلال، منغير المؤكد ان يثور !!

المسأله فعلا صعبه ،وجديده، فليذهبوا لاعضاء الوفد فى بيت الامه، وفى الشرفه التقوا عبد العزيز فهمى زميل سعد فى الجمعيه التشريعيه ..مهزوزا ..تلف الاعصاب..قائلا لاتزيدوا غضب الانجليز،انكم تلعبون بالنار !فيعود الطلبه مقهورين!!لكنهم يسمعون من بعض

العمال ، واهل الشوارع هتاف :؛يحيا سعد!! وتنفجر الثوره ..واضرب بعد الطلاب ،سائقى الترام والتاكسى والحنطور والمحامون وواغلقت المحاكم والدكاكين ،وخرجت النساء فى مظاهرات ، والممثلون والممثلات ..وسجل قسم السيده زينب فى

10 مارس 1919 مصرع اول شهيد مجهول الاسم ..وبدأت الارقام ترتفع.

وانفجرت الثوره فى الاقاليم كلها، وقطعت خطوط السكه الحديد، وترك الفلاحين الحقول.والمذبح تتوالى فى البدرشين والعزيزيه

وميت القرشى وقلب الفلاحين قطارا فى دير مواس واالقت طائرتان القنابل على بندر اسيوط بعد ان وزع مأمور البدر اليوزياشى محمد كامل

سلاح البندر على الثائرين.

اما فى زفتى و ميت غمر القريتان المتقابلاتان يفصلهما النيل ويربطهما كوبرى عتيق..وفى كل منهما مكتب محاماه لشقيقين شابين

يوسف الجندى فى ميت غمر وعوض الجندى فىزفتى وكلاهما منشباب سعد.

ومنذ بدأت حركة الوفد فى13 نوفمبر 1918 لمع يوسف فى الجلسات الثائره فى جروبى وحديقة بيت

الامه ، وانفجرت الثوره ويوسف الجندى فى منزله بزفتى واتجهت انظار القرويين اليه ،وقرر ان تعلن زفتى

وميت غمر استقلالهما، وليأتى الانجليز..

وبدأ الثائر الصغير يعمل واعلن عن تشكيل لجنه الثوره من بعض الاعيان والافنديه المتعلمين .،والتجار ومنهم عوض الكفراوى ،والشيخ مصطفى عمايم وابراهيم خير الدين وادمن برادا واتخذت لجنة الثوره قهوة مستوكلى مقرا للجنه وكان يملكها يونانى عجوز واجتمعت اللجنه وعزمت على الاستيلاء على مركز البوليس وزحف يوسف الجندى على المركز على رأس

مظاهره ضخمه ضمت رجالا وصبيه صغار وشاءت الظروف ان تتجنب الدوله الجديده اراقة الدماء فقد خرج المأمور الصاغ اسماعيل حمد

ومعه المعاون احمد جمعه وسلم يوسف السلاح والمركز وعين مستشارا امنيا للدوله الجديده واتجهت المظاهره الى محطة السكه الحديد ومكتب التلغراف وجمع يوسف الاعيان ودعاهم للتبرع لخزانة الدوله الجديده ولتمويل الوفدوكان قصد يوسف ايجاد عمل للايدى الكثيره الت ى تعطلت وبداوا بردم البرك واصلحوا الجسور بل واقامو ا كشكا للموسيقى وشكلوا دوريات من الطلبه لحفظ الامن ووجدوا مطبعة محمد افندى عجينه طبعوا فيها قرارات الثوره.

وطارت الانباء للقاهره وعبرت البحار الى لندن ونشرت التيمس فى صدرها ان قرية زفتى اعلنت استقلالها ورفعت علما احمر.. واعلن فى القاهره ان كتيبه استراليه ستتوجه الى زفتى لانهاء التمرد.

وكان الانجليز قد رضخوا للثوره فاعلنوا اطلاق سراح سعد وصحبه والسماح لهم بالتوجه الى اوروبا

للمطالبه بالاستقلال .

واستيقظت زفتى على مدافع الاستراليين منصوبه ومسدده الى بيوت القريه واحتلوا فعلا محلج رينهارت

فخرج المامور اسماعيل حمد اليهم واخبر الاسترليين انه يستطيع اخماد الثوره وكانت لجنة الثوره بعد سكون الثوره و
وبعد ان باتت القريه تحت رحمة المدافع الانجليزيه استيقظ الخونه الذين خافوا مغبة دخول الانجليز وارادوا ان يتنصلوا من كل هذا وكان
اسماعيل حمد بخبرته يدرك هذا ويفتح البريد الخارج من مالقريه.ويتخلص ن الرسائل التى بها وشايات .
وارسل الاستراليين تعليمات جديده وطلبوا تسليم عشرين رجلا لعقابهم على العصيان .
وانعقدت لجنة الثوره وبعد بحث اخذت اللجنه براى اسماعيل حمد بتسليم عشرين رجلا من الاهالى واختارتهم اللجنه ممن كانوا يرسلون
خطابات وشايه وخيانه الى الانجليز.
وهرب يوسف الجندى الى القاهره الى جروبى للتحريضعلى استمرار النضال..
واندثرت مع الايام قهوة موستوكلى وجمهورية زفتى.............
















هناك 9 تعليقات:

حفيدة عرابى يقول...

هى صفحة مشرقة جدا من تاريخنا
لكن للاسف مانعرفش عنها حاجة انا بعترف ان اغلب معلوماتى عنها من المسلسل الشهير واتشغلت انى اقرا عنها
شكرا جزيلا على الدروس المجانية

حفيدة عرابى يقول...

ممكن اقول حاجة بره الموضوع
بجد من الحاجات الكتير اللى بتسعدنى هنا صورة عبد الوهاب
اختيار موفق جدا
بصرف النظر عن قيمته كموسيقار ومطرب
انا كنت بحب اسمعه بيتكلم جدا
ثقافته كانت عاليه وارائه غالبا سديدة
واسلوبه راق جدا تحس كده انه تربية قصور وزمن اتحرمنا اننا نشوفه

العجوز والبحر يقول...

لقد خلقنا الله احرارا
الضفحات المشرقه فى تاريخنا كثيره..ولكن
من يقرأ؟..
اشكرك لمرورك ..

العجوز والبحر يقول...

لقد خلقنا الله احرارا
لم يمر بخاطرى ابدا كل هذا .. الموضوع ان هناك تشابه فى الشكل وتقارب فى السن
وقد يكون فى الصوت وان كنت لااغنى ..
سعيد بملحوظاتك وشكراا..

alzaher يقول...

هذه الملحمة الوطنية رغم ما كتبه عنها احمد بهاء الدين والرافعي ورغم تجسيدها في مسلسل تلفزيوني الا انها حتى الان لم توف حقها، شكرا لك على تذكيرنا بها

لبنــــــــــى يقول...

لا اعرف لم تخبو هذه الصفحات من تاريخنا و لانتذكر الا تلك المهزومة و السوداء
اسهل علينا الندب و البكاء اكثر ام حتى نثبت ان لا فائدة هناك
و ترتخي عزيمتنا اكثر


تحية لقلمك الراقي سيدي

سقراط مصر يقول...

للاسف انا ايضا لا اعرف الكثير عن هذه الملحمه الا عندما شاهدت المسلسل

واعيب على القائمين على السينما عندنا وايضا التلفزيون لانهم توقفوا عن عرض قصص بطولاتنا المتعددة سواء كتلك التى ذكرتها لو في حرب 73 او 56 او ابان حرب 48 في الفترة ما قبل الهدنه او حتى تناول هزيمة 67 بطريقة اخرى

فالامربكان ورغم اعترافهم بهزيمتهم في فيتنام فتجدهم يعرضون لك قصه بطولية لاحد جنودها ابان تلك الحرب
فينظر المشاهدون نظرة اخرى لها بانهم هزموا نعم ولكن كان هناك بعض الملاحم البطولية فلا تتعلق اذهانهم بالخسارة فقط عندما تذكر كلمة فيتنام بل ايضا ياتى في اذهانهم قصة بطولية معينه

تقبل مروري
واحييك على اعادة نشرك لمقتطفات جميلة من تاريخنا

محمود خاطر يقول...

شكرا علي هذا الدرس التاريخي الهام

أنا شخصيا من زفتي وعلي الرغم من ذلك ماكنتش أعرف الرمعلومات القيمة دي

أسماء علي يقول...

مصرنا حينما كانت جميلة
كانت ثائرة و رائعة
..
أشكرك على الجرعة الرائعة من التاريخ الرائع لبلدنا

دمت بود