الخميس، 9 سبتمبر 2010

الثوره العرابيه ..مالهاوما عليها..؟

فى مثل هذا اليوم 9سبتمبر 1881 اعلن عرابى فى ساحة سراى عابدين مطالب الشعب على الخديوى توفيق وهى عزل وزارة رياض باشا ، وزيادة عدد افراد الجيش الى 18 الف ،وتشكيل مجلس شورى القوانين ، ورد الخديوى بان كل هذه الطلبات لاحق لكم بها ،
وانا ورثت الحكم عن آبائى واجدادى وما انتم الا عبيد احسانتنا..!! ورد عليه عرابى "بأننا خلقنا احرارا ولم يخلقنا تراثا ولا عقارا واننا لن
نورث او نستعبد بعد اليوم"
الا ان الخديوى وافق على عزل رياض باشا وعهد الى شريف باشا بتشكيل الوزاره ..وكلف محمود سامى البارودى وزيرا
للحربيه، ووضع شريف باشا دستورا للبلاد،ولكن تدخل انجلترا وفرنسا بارسال مذكره مشتركه فى سبعه يناير 1882 بتدخلهم لصالح الخديوى واستقالة شريف باشا ، فتشكلت وزاره جديده برئاسة البارودى وعرابى وزيرا للحربيه ،واعلن الدستور فى 7 فبراير 1882 ،
فحدث خلاف بين الخديوى ووزارة البارودى،وقدم قنصلا بريطانيا ،وفرنسا طلبا لاقالة البارودى وابعاد عرابى عن مصر ،فاستقال البارودى ، وبقى عرابى وزيرا للحربيه، ووقعت فى 11 يونيو 1882 مذبحة الاسكندريه،وحاول عرابى تجديد قلاع الاسكندريه وطوابيها
وضرب الانجليز الاسكندريه،ورجع عرابى الى كفر الدوار ،وانهزم عرابى فى كفر الدوار فى 28 اغسطس 1882 ثم هزم فى التل الكبير
فى سبتمبر1882 وقدم للمحاكمه فى 25 سبتمبر 1882 وحكم عليه بالنفى الى جزيرة سرنديب(سيلان).
حقا لم تحقق هذه الثوره اهدافها ،بتحديد سلطة الخديوى،ولكن هذه النكسه ترجع الى تدخل القوى الخارجيه وعرقلتها لعملية التطور الداخلى لمصر والمصريين ، هذا الى انقسام مصر مابين عرابيين وتوفيقيين، واستطاعت هذه القوى ان ان تصف موقف عرابى انه
عصيان للسلطه الشرعيه .واستغلال انجلترا هذا لتصور تدخلها العسكرى على انه اقرار للامن والنظام ..
ومن كتب عن الثوره بعد هزيمتها فنعى عليها المصريين انها السبب المباشر للأحتلال اما فى اوربا فنجد بعض المنصفين لها
فقد اشاد بها الاحرار الفرنسيين وقارنوها بثورتهم الكبرى ،وتطوع بعض الايطاليين للعمل بالجيش المصرى وان لم يصل منهم الا واحد
ووجدنا صديقا للعرابيين فى انجلترا نفسها ،وعلى رأسهم "ولفرد بلنت "وكتب عن "التاريخ السرى للأحتلال الانجليزى لمصر".فى 1907
بل ان كرومر ذاته رغم مواقفه من وتحامله على المصريين واتهامهم بالغفله والجهل والتعصب،ولكن فى 1904 وصف الثوره العرابيه بانها ثوره قوميه لرفع الظلم.

ليست هناك تعليقات: