


الساعه التاسعه ،واليوم الاحد9 مارس 1919 صباح دافىء
فى فناء مدرسة الحقوق، بالجيزه،تجمع الطلبه بسرعه..ودق الجرس مؤذناببدء المحاضرات، ولكن بقيت المدرجات خاليه،و
ظلوا يتجمعون فى الفناء، واحاديثهم ترتفع، قد اعتقل سعد وبعض
اصحابه، ولم ينشر النبأ فى الصحف، فالرقلبه مفروضه، وبعض الطلبه ،عصر امس يركب سياره انجليزيه من امام بيت الامه،و
والمدينه باتت مؤرقه حتى الصباح ،والطلبه ماذا يصنعون؟....
ان عميد المدرسه -مستر- دالتون يخرج اليهم محاولا كبحهم اتركوا السياسه لآبائكم فقالوا له ابآئنا باتوا فى السجون!!عودوا الى دروسكم
لاندرس القوانين فى بلد تداس فيه القوانين.!ولكن ماذا يصنعون ؟الخروج فى مظاهره يعنى مواجهه مع جنود الامراطوريه المنتصرين
والشعب الذى طال رقاده مناكثر من ثلاثة عقود منذ بداية الاحتلال، منغير المؤكد ان يثور !!
المسأله فعلا صعبه ،وجديده، فليذهبوا لاعضاء الوفد فى بيت الامه، وفى الشرفه التقوا عبد العزيز فهمى زميل سعد فى الجمعيه التشريعيه ..مهزوزا ..تلف الاعصاب..قائلا لاتزيدوا غضب الانجليز،انكم تلعبون بالنار !فيعود الطلبه مقهورين!!لكنهم يسمعون من بعض
العمال ، واهل الشوارع هتاف :؛يحيا سعد!! وتنفجر الثوره ..واضرب بعد الطلاب ،سائقى الترام والتاكسى والحنطور والمحامون وواغلقت المحاكم والدكاكين ،وخرجت النساء فى مظاهرات ، والممثلون والممثلات ..وسجل قسم السيده زينب فى
10 مارس 1919 مصرع اول شهيد مجهول الاسم ..وبدأت الارقام ترتفع.
وانفجرت الثوره فى الاقاليم كلها، وقطعت خطوط السكه الحديد، وترك الفلاحين الحقول.والمذبح تتوالى فى البدرشين والعزيزيه
وميت القرشى وقلب الفلاحين قطارا فى دير مواس واالقت طائرتان القنابل على بندر اسيوط بعد ان وزع مأمور البدر اليوزياشى محمد كامل
سلاح البندر على الثائرين.
اما فى زفتى و ميت غمر القريتان المتقابلاتان يفصلهما النيل ويربطهما كوبرى عتيق..وفى كل منهما مكتب محاماه لشقيقين شابين
يوسف الجندى فى ميت غمر وعوض الجندى فىزفتى وكلاهما منشباب سعد.
ومنذ بدأت حركة الوفد فى13 نوفمبر 1918 لمع يوسف فى الجلسات الثائره فى جروبى وحديقة بيت
الامه ، وانفجرت الثوره ويوسف الجندى فى منزله بزفتى واتجهت انظار القرويين اليه ،وقرر ان تعلن زفتى
وميت غمر استقلالهما، وليأتى الانجليز..
وبدأ الثائر الصغير يعمل واعلن عن تشكيل لجنه الثوره من بعض الاعيان والافنديه المتعلمين .،والتجار ومنهم عوض الكفراوى ،والشيخ مصطفى عمايم وابراهيم خير الدين وادمن برادا واتخذت لجنة الثوره قهوة مستوكلى مقرا للجنه وكان يملكها يونانى عجوز واجتمعت اللجنه وعزمت على الاستيلاء على مركز البوليس وزحف يوسف الجندى على المركز على رأس
مظاهره ضخمه ضمت رجالا وصبيه صغار وشاءت الظروف ان تتجنب الدوله الجديده اراقة الدماء فقد خرج المأمور الصاغ اسماعيل حمد
ومعه المعاون احمد جمعه وسلم يوسف السلاح والمركز وعين مستشارا امنيا للدوله الجديده واتجهت المظاهره الى محطة السكه الحديد ومكتب التلغراف وجمع يوسف الاعيان ودعاهم للتبرع لخزانة الدوله الجديده ولتمويل الوفدوكان قصد يوسف ايجاد عمل للايدى الكثيره الت ى تعطلت وبداوا بردم البرك واصلحوا الجسور بل واقامو ا كشكا للموسيقى وشكلوا دوريات من الطلبه لحفظ الامن ووجدوا مطبعة محمد افندى عجينه طبعوا فيها قرارات الثوره.
وطارت الانباء للقاهره وعبرت البحار الى لندن ونشرت التيمس فى صدرها ان قرية زفتى اعلنت استقلالها ورفعت علما احمر.. واعلن فى القاهره ان كتيبه استراليه ستتوجه الى زفتى لانهاء التمرد.
وكان الانجليز قد رضخوا للثوره فاعلنوا اطلاق سراح سعد وصحبه والسماح لهم بالتوجه الى اوروبا
للمطالبه بالاستقلال .
واستيقظت زفتى على مدافع الاستراليين منصوبه ومسدده الى بيوت القريه واحتلوا فعلا محلج رينهارت
فخرج المامور اسماعيل حمد اليهم واخبر الاسترليين انه يستطيع اخماد الثوره وكانت لجنة الثوره بعد سكون الثوره و
وبعد ان باتت القريه تحت رحمة المدافع الانجليزيه استيقظ الخونه الذين خافوا مغبة دخول الانجليز وارادوا ان يتنصلوا من كل هذا وكان
اسماعيل حمد بخبرته يدرك هذا ويفتح البريد الخارج من مالقريه.ويتخلص ن الرسائل التى بها وشايات .
وارسل الاستراليين تعليمات جديده وطلبوا تسليم عشرين رجلا لعقابهم على العصيان .
وانعقدت لجنة الثوره وبعد بحث اخذت اللجنه براى اسماعيل حمد بتسليم عشرين رجلا من الاهالى واختارتهم اللجنه ممن كانوا يرسلون
خطابات وشايه وخيانه الى الانجليز.
وهرب يوسف الجندى الى القاهره الى جروبى للتحريضعلى استمرار النضال..
واندثرت مع الايام قهوة موستوكلى وجمهورية زفتى.............